ما هي الخريطة المهنية أو خريطة وسوق الوظائف؟ – الجزء الاول
كما تعلم هناك قطاعين في السوق العالمي وبالتالي المصري، قطاع عام حكومي يعيش على جوانبه ملايين الأشخاص الذي يقدم منه مردود ما ويتأكل البعض الأخر من فرط البطالة المقنعة وعدم الانتاج، وهناك قطاع خاص ترأسه شركات خاصة تبحث فقط عن الربح ولا يهمها أي شيء ومن وجهة نظري ورث القطاع الخاص أرث النبلاء والأمراء والملوك السابق وورثت البيروقراطية القطاع العام بكل تبعاته وسوأته وثقل دمه.
سوق الوظائف بين القطاع العام و الخاص
إذن المهن الواحدة يضمها قطاع أو مجال واحد مثل المهن الخاصة بالبناء والتشييد هي مهن متعددة ولكنها تندرج تحت قطاع العمل الحرفي أو اليدوي، ومهن مثل المحاسبة والتجارة وإدارة الأعمال كذلك تنضم تحت لواء قطاع واحد بشكل ما.
يميز سوق العمل في مصر شبابه وحيويته فأظن أن هناك عدد كبير من العاملين في السوق المصري ويمكن تقسيم سوق العمل في مصر لعدة فترات تتسق وتتماس مع سوق العمل العالمي على الشكل التالي:
- العقد الأخير من القرن ال20: والذي شكل موجة صناعية ووظيفية جديدة بدأت مع نشاءة الإنترنت وبالتالي دخول مهن جديدة لسوق الوظائف العالمية وتشعب الشركات الدولية ومتعددة الجنسيات وبزوغ عصر الأمبراطوريات التي تبحث عن أيدي صناعية عاملة ماهرة ورخيصة/ ركز في رخيصة بشكل كبير سوف نأتي لها لاحقًا.
- ما بعد عام 2000 وحتى الأزمة العالمية في عام 2008: في هذه الفترة شهدنا بزوغ عصر وظائف مستحدثة لم تكن موجودة مثلاً منذ عدة سنوات كوظائف البرمجة وإدارة شبكات التواصل الاجتماعي والتسويق الرقمي ورقمنة عملية تحويل الأموال والاعلانات الإلكترونية وقد ازدهر السوق العالمي وبالتالي السوق المصري في نوعية وشكل الوظائف المضافة إليه في تلك الفترة.
- الفترة ما بين عام 2010 وحتى مارس 2020: في تلك الفترة عالميا شهد العالم ازدهار وظائف معينة والاقبال عليها والتخلي عن وظائف في مجالات أخرى وبات في كل عام هناك قائمة بأهم الوظائف التي ستندثر في العام القادم وأهم الوظائف المطلوبة في العام القادم وهكذا في كل عام نصادف تقارير باختفاء وظائف معينة وازدهار وظائف أخرى وهو لعمري شيء خاطئ في تناول تلك التقارير لمثل تلك النوعية التي ستختفي ببساطة.
سوق الوظائف
- العالم ما بعد كورونا: جائت كورونا فغيرت بشكل كبير أطوار التوظيف في العالم، بالأمس كنت أتحدث مع صديق لي وأخبرته أن كورونا جائت لتساعد العالم على خلق ثورة وظيفية جديدة لأن العالم صدق واستطاع العمل عن بعد فما الداعي لجلب موظف من دولة مختلفة وقارة مختلفة للعمل في الدولة محل العمل إن كان باستطاعته العمل عن بعد وتأدية كل مهام وظيفته خصوصا في الأعمال التي لا تتطلب تدخل بشري وأيدي حرفية ماهرة، في الولايات المتحدة منذ سنوات ينضم ملايين الموظفين السابقين للعمل الحر وينضموا لعالم الفريلانسرز والتعاقد الحر هذا الشكل سوف يشكل جزء كبير من العالم القادم حسبما اعتقد.
سوق الوظائف و التغير في الخريطه المهنيه
هل تغيرت الخريطة المهنية في مصر؟
سؤال صعب الإجابة عليه نظرًا لارتباط السوق المهني في مصر بالعالم في جوانب وعدم ارتباطه في جوانب أخرى فمثلًا عندما تنزل أسعار العقار والذهب في السوق العالمي ترتفع أسعارهما في مصر لأن لمصر خصوصية وأشكال مختلفة من التنسيقات الداخلية التي قد تؤثر أصلا على حالة السوق، وإجابة لسؤالك أعتقد أن الخريطة المهنية في مصر تغيرت نعم بشكل إيجابي للأمام:
سوق الوظائف
- مصر تتضمن مهن أساسية واعتياديةتعمل في قطاعات الزراعة والصناعة والتجارة، بشكل ما مهام تلك الوظائف تتطور مع الوقت ولكنها لا تختفي، القطاعات الثلاثة تضم عدد كبير من الموظفين الذين تتغير مهام عملهم ولكن لا تتغير وظائفهم.
سوق الوظائف
- في العقد الأول من القرن الحادي والعشرينأضيف للسوق المهني في مصر وظائف مستحدثه أبزرها مقدمي خدمة العملاء حيث باتت مصر مركز عالمي لمقدمي خدمة العملاء لدول كثيرة لأسباب عدة منها الأسعار التنافسية التي تقدمها تلك الشركات وكذلك إجادة الشباب العامل في مصر لعدة لغات ومهارات تؤهله للعمل في تلك الشركات، ذلك نوع جديد من الوظيفة ولكنها وظيفة قديمة وتطورت.
سوق الوظائف
- هناك جيش كامل من الموظفين تمت اضافتهم للسوق الخاص بالوظائف في مصرمن مبرمجين وعاملين في الإعلام والتسويق الرقمي بشكل كبير، لا أدري بالظبط حجم ذلك السوق لعدم وجود بيانات رسمية لكن فعلاً العاملين في ذلك المجال منذ مثلا 15 سنة أو أقل لم يكن لهم وجود فغيروا شكل الإعلام التقليدي والتسويق التقليدي والتجارة والصناعة.
سوق الوظائف
- قبل كورونا كانت هناك حركة كبيرة في تغييرات في شكل وانماط التوظيف والوظائف في مصر خصوصا في مجال التجارة الإلكترونية والبيع عبر الإنترنت وشركات التوصيل والخدمات اللوجستية، لو تتذكر في التسيعينات شركة تميمة التي كانت تقدم خدمات التسويق عبر الهاتف/ ورث أرث تلك الشركة وأشباهها شركات كثيرة تقدم التسوق عبر الإنترنت فنشأت شركات كثيرة تحت لواء التجارة الإلكترونية وازدهرت تلك الشركات لتخلق وظائف لم تكن موجودة فلم يعد هناك مسوق تقليدي بل أصبح مسوق إلكتروني ولم يعد هناك فصل بين مبيعات السوق الرقمية ومبيعات السوق الاعتيادية بل أصبح الاستثمار أكبر في الرقمي.
سوق الوظائف
- ما بعد كورونا: تتغير طبيعة الوظائف بشكل كبير عالميا بعد كورونا وتلجأ الشركات الآن لتوفير العمل عن بعد والتوظيف عن بعد، ذلك قد يتبعه عالميًا عدد كبير من التغييرات التي قد تتضمن اختفاء وتقلص عدد من الوظائف التي نعرفها بشكل الاعتيادي مثل الموارد البشرية ستصبح موارد بشرية رقمية، مسئولو التخزين الاعتيادي سيصبحون مسئولو تخزين رقمي وهكذا، لا ادري ما الذي قد يحدث في مصر تحديدًا بعد تلك الموجة ولكن الكل إدرك حاليا أهمية وجود موقع إلكتروني لك ولشركتك ومتجر إلكتروني وشبكات تواصل اجتماعي وميزانية للتسويق الرقمي كل ذلك يصبح في نهر التجارة الإلكترونية ويخنق عدد كبير من الوظائف الاعتيادية التي لو لم تتطور قد تختفي أو يتغير شكلها ببساطة.
يمكنكم مشاهده أيضا
لماذا يبحث الشباب العربي عن الوظائف أكثر من إنشاء المشاريع الخاصة؟
كيف تحصل على عمل إذا فقدت وظيفتك أثناء تفشي وباء كورونا؟
كيف يحقق الإنسان التوازن بين الحياة العملية وحياته الشخصية؟
تحميل احدث قالب سيرة ذاتية مدفوع الثمن بالمجان يدعم العربى والإنجليزى بصيغة الورد
لمتابعة المزيد من الوظائف انضم لأكثر من نصف مليون متابع على صفحاتنا في مواقع التواصل الاجتماعي: