الشق الثاني من سؤالك هل صعدت مهن وانحطت مهن أخرى؟
أعتقد أن الجزء السابق قد إجاب قليلا عن ذلك الشق من سؤالك ولكن سازيدك من الشعر بيت هناك مهن صعدت نعم، ومهن ازدهرت ومهن نشات:
- مهن صعدت: كتاب المحتوي والتقارير ومصوري التقارير والمونتاج الرقمي وصناع الأفلام والموسيقي،منذ سنوات كانوا كتاب المحتوى من زمرة الفقراء وقلة منهم من كان يتقاضي حقه ولكن مع العصر الحالي فكتاب المحتوي يتقاضون حقوقهم التي يستحقونها.
- مهن ازدهرت: وهي التي تطورت مثل مسوقي الإنترنت والمبرمجين والمصممينالذين ازدهرت أعمالهم بشكل كبير مع الزيادة الكبيرة في مجال استخدام الانترنت بشكل كبير.
- مهن نشأت: هل تتذكر في عام 2005 أي تطبيق كنت تستخدمه؟ وعبر أي هاتف؟ هناك عدد كبير من الوظائف التي نشأت مثل مبرمجي تطبيقات الهاتف المحمول، لم يعد يكفي الآن أن تكتفي بموقعك ومتجرك وشبكات تواصلك عليك أن تذهب بنفسك لهاتف عميلك أعتقد أن سوق برمجة تطبيقات الهواتف في مصر واعد جدًا.
هل هناك مهن انحطت؟ اعتقد إنها لم تنحط بالمعني العام للكلمة ولكنها اختفت قليلا وتوارت عن الأنظار وفي نفس الوقت هناك مهن تطورت وعمل أصحابها بمرونة كافية ليلحقوا بالزمن ولا يفوتهم قطار التحديث ببساطة:
- مهن الأشغال اليدويةمثلاً في فترة ما قل عدد من يعملون بها مع رقمنة كل شيء ورخص الأسعار للمنتجات الجاهزة القادمة من أسواق ناشئة رخيصة للغاية، اختفى الكثير من الوظائف التي يعمل أصحابها بالأشغال اليدوية ولكن بعض أصحاب تلك الوظائف قاموا بالتطور ودمجوا بين شغل يديهم وشغل عقلهم فالتحقوا بالركب وباتوا يستخدمون التجارة الإلكترونية للترويج لهم ولأنفسهم ولمنتجاتهم وبالتالي اختفوا قليلا ومن ثم عاود بعضهم التطور وكانوا بالمرونة الكافية ليصبحوا من رواد العالم الجديد.
السوق العالمي والمحلي في مصر في الفترة القادمة سيشهد تغييرات كبيرة في مجال المهن والوظائف ومهارات العمل المطلوبة في كل سوق اعتقد أن هناك عدة مستويات يمكن الحديث عنها في تلك النقطة:
- العاملون في وظائف اعتيادية: عليهم التطوير من أنفسهم بشكل كبير وتعلم مهارات جديدة مثل تنظيم الوقت والعمل عن بعد ورقمنة أصولهم وتفكيرهم العالم كله يصنع الآن نظام لإدارة أصوله الرقمية فما بالك بشخصك ومهارات عملك، لن تختفي وظيفتك في القريب العاجل كما تروج التقارير ولكن مهامك ستتقلص وستتغير وتعيد تحوير وخلق نفسها فإن لك تكن جاهزًا للتغيير ستشهد بعض الصعوبات حتى تصدقني وتعيد هيكلة ورقمنة تفكيرك وأمثال تلك الوظائف: العاملون في مجالات البناء والتشييد والعاملون في الأشغال اليدوية والعاملين في مجال المحاسبة والتجارة والموارد البشرية والتوظيف وقد يشمل البعض كما تتوقع التقارير الصيادلة على سبيل المثال.
- العاملون في وظائف رقمية: لم أجد تسمية غير تلك كي أجمع كل من يستخدم الإنترنت بشكل ما للعمل فيندرج تحت تلك الفئة تقريبا كل العاملين في مجالات الانتاج للمحتوى والإعلام الرقمي والتسويق الرقمي والتسويق عبر الإنترنت والمبرمجين للمواقع والتطبيقات والعاملين في مجال التجارة الإلكترونية، قد تتغير مهام وظيفتك وقد تتغير طبائع عملك في الفترة المقبلة فكن جاهزًا للتغيير والتحدي والاستجابة من طرفك، طور من نفسك ومن مهاراتك وتعلم مهارات جديدة، يمكن القول أنك الآن إنسان رقمي لذا الإنسان الرقمي عليه التطور وتحضير نفسه للمقبل إيا كان، هناك ثورة عالمية قادمة في مجال التوظيف ولن تكون الدول نفسها في الفترة المقبلة ، انا لا أتكلم عن الخمس سنوات أو العشرة سنوات القادمة بل أتكلم عما تبقي من القرن، لن تحتاج بعد عدة سنوات للسفر لأمريكا مثلا أو دولة من دول الخليج أو أوروبا بل ستقوم بالعمل مباشرة من مصر أو دولتك التي تقيم بها لن يصبح هناك هجرة للبشر بل ستصبح هناك هجرة للعقول دون سفرك وانتقالك لدولة أخرى، الولايات المتحدة من وجهة نظري قامت بناء على هجرة البشر والعقول لها في الماضي وغالبا ستتزعم ذلك العالم مرة ثانية، حدد موقفك ونمي مهاراتك فالسوق الرقمي مختلف وقاسي في بعض الأحيان.
- أصحاب المتاجر الإلكترونية(أصحاب المشاريع الناشئة): تقريبًا أنتم المستقبل تخليتم عن العمل الوظيفي المعتاد ودخلتم رهان الرقمنة من أوسع أبوابها، قد يتشكل العالم القادم بأيديكم أنتم سواء كنتم أصحاب مشاريع ناشئة لازالت في طور النمو فأنتم رواد الأعمال ورواد العالم، فكروا بجد واستثمروا في أوقاتكم وأعمالكم وشركاتكم ابحثوا عن تمويل وتعلموا مهارات العرض الرقمية لأنكم لفترة طويلة لن تلتقوا بمسثتمريكم بل ستلتقوا باسثتماراتهم فقط.
- الطلاب والخريجين الجديد: أنتم ينتظركم مستقبل مختلف، ليس بالمعني السئ لمختلف ولكنه بالمعني الإيجابي عليكم العمل على أنفسكم من الآن وتطوير مهاراتكم الرقمية، لن تصبح هناك مهارة العمل تحت ضغط ولكن ستتغير لأنكم ستكونوا تعملون من بعد وعن بعد لن ستصبح مهارة تنظيم وقتك الرقمي وعالمك الإفتراضي، ستتعلم كيف ترتب مكتبك الإفتراضي بشكل أفضل من مكتبك الواقعي.
